أقـــلام حـــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أقـــلام حـــرّة

منتـــدى أقـــلام حـــرّة تهتـــم بالشــــأن الأيــــزيـدي والعراقي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فنطازيا ..المنافقون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العراقي




عدد الرسائل : 12
تاريخ التسجيل : 07/12/2007

فنطازيا ..المنافقون Empty
مُساهمةموضوع: فنطازيا ..المنافقون   فنطازيا ..المنافقون I_icon_minitimeالأحد 30 ديسمبر 2007, 00:09

فنطازيا ..المنافقون


سنان أحمد حقّي
cinanhakkee@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 2145 - 2007 / 12 / 30


فنطازيا (المنافقون)
يقول أهل العلم والحديث أنه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه قال: آية المنافق ثلاث وقيل أربع والثلاث معروفة للجميع وهي أنه إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ولكن الرابعة هي أنه إذا خوصم فجر!
اليوم لا شيء أوضح من الفجور في الخصومات.قد يََقتل أحدهم لأنه سمع كلمة نابية من الآخر فقط أو لأن له مبلغا بسيطا لدى الآخر وهكذا
لا ندري هل نضحك أم نبكي!
ولا نعرف مالذي جعل كل هؤلاء يتحولون إلى مصدر لأفعال عجيبة غريبة!
أحيانا! ويحدث هذا لكل من مرّت به أحداث عدد شعر الراس ـ كما يُقال ـ مثلي أنا المتحدث..فعندما أحاول أن أستعرض بعضها (فلاش باك) أكاد أحسب أن فيلما صامتا مثل أفلام شارلي شابلن يُعرض أمامي..شخوص كثيرةٌ وزحام وأحداث متتابعة وسريعة والكثير منها مما يُدعى بشر البلية الذي يُضحك
كنت يوما شبه محتجز في مركز للتدريب واقترب أحدهم وهو يقود دراجة نارية ضخمة من المسؤول الجديد والذي يقف بالقرب مني ذلك الوقت وأخذ يُحدثه بصوت خافت ولكن كنت أسمعه بشكل واضح ..قال:سمعت أنكم شكلتم مفارز ٌلإلقاء القبض على الفارين من الخدمة العسكرية فلماذا لم تضعوا إسمي معكم؟ أجابه المسؤول الجديد : يا معود شغلة تفطر الفؤاد فعندما نلقي القبض على من هو فار يبكي ويسترحم مثل المرأة ولم نشأ أن نُقحمك في هذا الأمر
أجاب صاحب الدراجة النارية: لا..أنا حطني على يمناك في مثل هذه الأمور بل أكون بها مسرورا وقلبي حجر!
وظلت صورته راسخة في مخيلتي لأكثر من ربع قرن من الزمان لا تفارقني أبدا
لكن العجيب أنك تُصادف هذا الشخص الذي لا يُنسى، مرة أخرى وهو يتزعم مجموعة تقتحم بعض الدور والأمكنة وهو في صف من كانوا في عداد الفارين من الخدمة ولكنه هذه المرة يُطارد آخرين كان يخدمهم بالأمس مثل الكلب المطيع!
في الفلاش باك أتذكر أحدهم وهو يرتدي ملابس المقاومة الشعبية أيام الزعيم ويتقدم الصفوف في استعراضٍ مهيب وبالملابس العسكرية وبالسلاح ثم تُسارع صورته الأخرى تظهر وهو بملابس الحرس القومي حاملا غدارة بورسعيد وتتراقص الصور ليظهر بالفلاش باك وهو يجلس في أحد المقاهي يُحدّث الناس الجالسين عن حكمة عبد الرحمن البزاز وعبقريته وندرة وجود سياسي مثله ثم ما ألبث أن أرى صورته وهو يحمل الدفاتر والبيانات ليطرق ابواب المواطنين يجمع المعلومات حسب الإستمارات التي توزعها منظمات الحزب القائد فضلا عمّا فعله أيام عبد الناصروالباقي لا يختلف كثيراعن سابقه فهو على الأغلب اليوم ملتحٍ ويُصلّي الصلوات الخمس ويحضر كافة المناسبات الدينية ،ولا أدري كيف يفكرالآن بما سيصبح عليه غدا.
عجبت لموظف كيف استطاع أن يستمر في إشغال وظيفته طيلة أحداث سياسية واجتماعية متقلبة أشد التقلب ولم يفقد حتى منضدته الخشبية ..والأعجب من هذا أنه مع مديره الذي أكاد أعتقد أنه وُلدَ في الدائرة يكادان أن يحوزا على سند طابو بمديريتهم ..كل شيء في الدنيا يتغيّر إلا هذين الموظفين الإثنين ولا أحد يعلم كيف قفزا فوق الموانع العجيبة الغريبة التي مرّت على الناس ..ولا أدري كم من لون من الإنتماءات المختلفة قد اخترقاه!
لا أستغرب أبداعوامل القمع و القهر الذي دفع بالكثيرين إلى مواقع مؤسفة فهذا أمر أصبح طبيعيا ولكن الكثير الآخر كان يُتقن لعبة حيوية يسلك معها وبها اختراق الموانع .ولا شك
إن الناس هنا يحتاجون إلى من يحميهم ممن يُجبرهم باسم القانون أن يخرقوا القانون وهذا أمر متعذّر وبعيد المنال
وقد يقول الناس معظم الناس وقد يفعلوا مايحلوا لهم وبألوان متنوعة مع كل عهد.
يذكر بعض الساسة أن سياسيا معروفا كان في ضيافة المس بل وهي معروفة لدى معظم العراقيين وقد مدح الإنكليز وأثنى على سياستهم كثيرا جدا ثم استأذن وخرج وبعد أن خلفه عندها الملك فيصل الأول رحمه الله وبعد أن قضيا وقتا طويلا في تحليل الأوضاع السياسية المختلفة طلب أحد رجال الخدمة السرية الإستئذان للإتصال بالمس بل فقامت والتقته حيث سلمها أوراقا وعادت وهي تقرأ فيها لبضعة دقائق ثم انفعلت قليلا والتفتت إلى الملك فيصل الأول وهي تقول : لا أدري كيف يُمكن أن يفعل هذا ؟ فطلب الملك منها توضيحا فقالت: كان السيد فلان عندنا قبل قليل ومدح فينا وأثنى على سياستنا كثيرا وخرج وهاهو الآن عند السياسي الفلاني يشتم ويسبّ بلادنا ويتوعد بنا شرا وهذا هو تقرير مفصّل بالموضوع! ؟؟أنا لا أفهم كيف يُمكن أن يتصرف رجل بمثل هذا التصرف ؟
قال الملك فيصل الأول: يا مس بل ..إن القمع والإضطهاد الذي عشنا تحت ظله في العهد الماضي جعلنا جميعا نتصرف على هذا المنوال لكي نتّقي ماكنة القمع والبطش والإستبداد
أنا أقول:ويبدو أن هذا المنهج وهذا التبرير ظل سلوكا متّبعا إلى يومنا هذا
ومما زاد الطين بلّة كما يُقال أن من يتولى المسؤولية والحكم هنا يعتقد أنه أصبح وقد ملك رقاب الناس وله الحق في أن يبطش بهذا ويرفع أو يُذِلّ ذاك بلا حساب ومفهوم من هذا النوع ما زال سائدا إلى هذا اليوم للأسف وكأن البشرية لم تخرج من العصر الحجري بعد.
إن السلطة تصنع كل يوم أشد وأعتى أنواع المنافقين وتصنع لها ولأي سلطة أخرى أعداء جدد
حتى وصف السلطة أحدهم قائلا أنها الخمرة التي تُسكر صاحبها فقد ذكر سليمان فيضي المحامي في كتابه في غمرة النضال أنه كان تعرّض قبل انتهاء العهد العثماني إلى حادث اغتيال أشارت أصابع الإتهام معه إلى غريمهم أو قل منافسهم عجمي باشا السعدون حسب ما أفاد به الشيخ سالم الخيون شيخ بني أسد ولكن تتابع الأحداث السريع واحتلال العراق من قبل بريطانيا العظمى أفقد الحدث أهميته آنذاك وبعد سنين حسب ما أورد سليمان وعند زيارته إلى اسطنبول في بداية الثلاثينيات لاحظ عجمي باشا والذي انسحب مع العثمانيين إلى تركيا أثناء الحرب لاحظه جالسا في أحد الكازينوهات على البسفور فسارع للدخول وسلم على الباشا وقد أحسن الباشا استقباله والترحيب به ولم يدع شيئا من وسائل الكرم والضيافةإلاّ وطلبها له ودار بينهما حديث طويل عن الأيام الخوالي واستفسر الباشا عن بعض الناس والمعارف وأين ألقى بهم الدهر فكان سليمان فيضي يُخبره وعندما فتر الحديث وشارفت الجلسة على النهاية قال سليمان: باشا بنفسي أسألك عن سبب محاولة اغتيالي قبل الحرب وتعرف أنا مجرد محامي لطالب باشا النقيب ليس إلاّ، فماذا كنت ستستفيد من قتل شخص بسيط مثلي ولماذا؟ أجابه عجمي باشا: يا سليمان ..السلطة مثل هذا كاس الخمرة، إذا شربته ودارت بالراس ، ماتعرف بعدها شنو بتسوّي!
أخذت ظاهرة النفاق تتسع وبلغ الأمر أن الموظفين من رؤساء الدوائر عندما يُنقلون إلى مواقعهم الجديدة يهب من هم دونهم بإرسال الشاحنات للمساعدة في نقل أغراض بيوتهم ويبادر العديد من الموظفين الصغار بخدمتهم ومعاونتهم ولكن عندما تنتهي مدة عملهم لا يجدون من يساعدهم حتى في البحث عن واسطة نقل
وسمعت أن مسؤولا عاتب أهالي منطقة ٍ ما على كثرة انتقاداتهم وعرائضهم ضد المسؤول الإداري في منطقتهم ولكنهم أجابوا بأنهم يفعلون هذا بسبب كونهم إن مدحوه قامت الداخلية بنقله واعتبرته مجاملا لأهالي المنطقة ولهذا فإنهم إنما يشتكون منه رياءً حتى تطمئن الداخلية وتعتقد أنه حازم وشديد فتستبقيه عندهم ولهذا هم يشتكون منه
والمضحك أن أعداد هائلة من الناس تتحسب للتنظيمات السياسية وكانها خيل السباق فتراهن على تنظيم محدد وتؤازره ضد آخر ولكنها (تفلّ..على حد تعبير أخواننا اللبنانيين) بسرعة إذا ما تبين لها أن الحصان الذي تراهن عليه يتخلف كثيرا عن المقدمة
وقد يتعمد بعضهم التمادي في اللعبة نكاية في البعض الآخر أي كلعبة كشف التسلل في كرة القدم
وآخر تعليق بعد أن ترتبك المراهنات وتخيب هو (شمدريني!)
النفاق لعبة كبيرة وخطيرة ..ليس كل الناس بقادرين على أن يلعبونها جيدا أي لها أناسها على ما يبدو
ولكنهم يتزايدون وتتزايد معهم سمات المخاطرة والمقامرة!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فنطازيا ..المنافقون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أقـــلام حـــرّة :: القسم العام :: مقالات-
انتقل الى: