الباحث التراثي ابو آ زاد
مدخل هذا البحث يمر عبر دراسة مقارنة بين سلوك الانسان وبين سلوك الحيوان، والهدف من ذلك هو لتقييم سلوك كل منهما من ناحية التوحش والشرور. وبالنسبة للحيوانات فقد اثبتت البحوث العلمية بانها تتكفل رعاية انفسها غريزيا وأن الغريزة هذه هي المسؤولة عن سلوكها وفق طبيعتها التي خلقها اللة من أجل ديموتها وحفظ نوعها، وهذا يعني أنها غير مسؤولة عن سلوكها سواءا تجاه الحيوانات أوتجاه الانسان وهي مسيّرة غريزيا نحو سلوكها ولاختيار ما يناسبها من الغذاء واساليب الدفاع والهجوم ولكل منها سلوكها واساليبها وقوتها وشراستها ,
وتتميزالحيوانات كافة بغريزة الأمومة وحسب ما نشاهده هي اقوى من غريزة الامومة والطفولة لدى الأنسان . وأن الحيوانات آكلة النباتات هي عادة وديعة مسالمة وذلك بحكم طبيعة غذائها النباتي الذي لايشّكل اعتداء علئ حياة الحيوانات الاخرى، بينما الحيوانات أكلة اللحلوم هي التي تعدي على بعضها البعض بحكم طبيعة غذائها, ولكي تعيش لابد لها أن تبحث عن حيوان اضعف منها لكي تقتله وتأكله، ولانه لايمكنها ان تاكله من دون قتله وهذه الحيوانات لاتملك مطاعم خاصة بها فتقدم لها انواع اللحوم ، ولاهي تملك النقود لشراء اللحوم, ولاهي قادرة علئ البيع والشراء, وحتى لوجددت مطاعم خاصة لهذه الحيوانات فمن اين تأ تي اللحوم؟فلابد ان تقتل بعض الحيوانات , لان لاتوجد حتى في ايامنا هذه معامل تصنيع اللحوم، أذن على هذه الحيوانات البحث عن اللحوم التي تناسبها وكلها تبحث وكلها معرضة ان تكون طعاما للاخرى . ومن البديهي فأن الاسود والنمور هي اقوى الحيوانات اكلة اللحوم وأشرسها ,وكما نشاهدها في افلام الحيوانات االطليقة في الطبيعة ,وهي تطارد قطيع من الغزلان ,ولكنهالاتقتل سوى غزالة واحدة تسدد بها رمقها .حتى لو كانت اكثر من واحدة وليس لنا ألا أن نقول من هو المسؤول عن قتل الحيوانات بعضها البعض لكي تعيش ؟ قل أنها حكمة الخالق .
أما بالنسبة للانسان فقد جاء ذكره في البحوث العلمية أنه كان في البداية جزء من مملكة الحيوانات وهو ايضا له غرائز
كغريزة الامومة والطفولة ويبقى الانسان متميزا عن الحيوانات بهامته المرفوعة و النطق والعقل الذي يمكنه من التأمل والتفكير والاختيار والتخطيط والمراوغة والهجوم والدفاع والمقاومة . ويمكنني القول بان الانسان مسّير غريزيا ومخّير عقليا .في البداية كان عقل الانسان بسيطا وهو في طور النمو والنضوج والتطور و رغم ذلك كان متفوقا باساليبه على الحيوانات وحتى الاقوى والاكبر منه . في البداية كان الانسان يعتمد غريزيا على نفسه كالحيوانات ,ومع مرور الزمن بدأت تنمو قدراته العقلية وبدأ يعتمد تدريجيا على عقله , وبات في أمكانه التحكم ببعض جوانب غرائزه وتوظيفها سلبا أو أيجابا وهذا يتوقف على قوة الرغبة وأهمية الهدف وقابلية الاستجابة ,وكان الانسان في البداية يتغذى النباتات وفي هذه المرحلة كان مسالما ,ووديعا وكان لايهاجم الحيوانات المفترسة الا دفاعا عن النفس ,ومع مرور الزمن بدأ الانسان يتعلم من الحيوانات اكلة اللحوم اكل اللحوم الى جانب النباتات وأصبح يميل الى القتل والاعتداء ويقتل الحيوانات لكي يأكلها أوللنجاة من شرها ,وعرف الانسان من الحيوانات أن لايقتل أبناء جنسه الا مضطرا ,ومع مرور الزمن تجاوز الانسان قتل الحيوانات الى قتل أبناء جنسه ليس من أجل أكلهم بل من أجل أ ن ينازعهم السلطان والمُلك ، وكان يقتل خصمه ويترك جثته للحيوانات الضارية وفيما بعد تعلم من الحيوانات كيف يدفن موتاه وقتلاه ,وبدأت نزعة القتل عنده تنمو وتكبر من دون رادع أو حدود ,خاصة بعد أمتلاكه الاسلحة الفتاكة ,وبات لايرضى بقتل شخص وأنما اعداد كبيرة بدافع القتل وسفك الدماء والسيطرة والهيمنة والانتقام , وبدأ الانسان يقود معارك فردية وجماعية وجيوش صغيرة وجيوش كبيرة ، ويدير حروب داخلية وخارجية دولية عالمية ,بينما ظلت حيوانات أكلة أللحوم علئ طبيعتها فهي تعيش على اللحوم لكي تبقى فتدافع عن نفسها لكي لاتقتل وتهاجم من يهاجمها وبعد زوال الخطر تعود الى وضعها الطبيعي .ذكرت بان للحيوانات غريزة الامومة والطفولة ملفتة للنظر لقوتها وما نشاهده بام اعيننا في احد افلام الحيوانات ,نشاهد في هذا الفيلم نمرا يهاجم قردا كبير الحجم ويبدأ بخنقه رغم مقاومته الشديدة ، الا أنه يستسلم الى مصيره المحتوم ,وفي هذه الاثناء لاحظ النمر شيئا يخرج من جسم القرد وهو ميت وكان هذا الشيء وليد القرد وأخذ ينظر الى النمربمجرد ملامسته
الارض نظرة الطفل الى الام فأستجاب له النمر وفق غريزة الامومة والطفولة و أخذ يمسح بلسانه جسم الوليد من أفرازات الولادة ,وفي هذه الاثناء شاهد النمر ضبعا قادما نحوهما فخاف منه على الوليد و أخذه بين ذراعه بعيدا عن المنطقة وبدأ يداعبه ويعتني به ويسهر عليه ,وأستجاب له الوليد و بدأت تدور بينهما الحركات المعبرة ونظرات الحب والحنان
لدرجة لايصدقها المشاهد . بينما الانسان قد يقتل اطفال أعداءه وقد يعرضهم للهلاك .
بهذه النبذة المختصرة يتبين بأن الانسان هو المتوحش وهو الشرير بين المخلوقات جميعا ,ومع ظهور القبائل والرعي والزراعة والقرية والمجالس ودولة المدينة ودولة المدن وظهرت الاديان والشرائع والقوانين وظهرت الفتوحات والغزوات,وكما
يظهر بأن شرور الانسان كانت الابرز طيلة مسيرته الحياتية لذلك لم تتطور المجتمعات البشرية في حقل القيم الروحية والانسانية رغم ادعائها بالتمدن وظلت المجتمعات البدائية اقل شرورا ومازالت بطيئة التطور وسكانها شبه عراة ولازالوا يعيشون في الطبيعة كما كانوا قبل الاف السنوات ، وكان يفترض ان تكون المجتمعات المتطورة علميا وثقافيا والتي تأكل اطيب الاطعمة وتلبس أفضل الملابس اكثر أنسانية من المجتمعات البدائية العراة ,وأذ قسنا جرائم هذه المجتمعات , مع جرائم المجتمعات المتمدنة سنجد الفارق كبيرا ,وهذا يدل على أن المجتمعات التي نسميها بدائية اكثر أنسانية من المجتمعات المتمدنة بل نقول بان المجتمعات القريبة من مجتمعات الحيوانات هي اكثر أنسانية ,وأن المجتمع الايزيدي يرث عنه أنسانيته وأخلاقيته وهو في جوهره مجتمع بدائي ولاسباب كثيرة . ويدل مظهره على أنه مجتمع متمدن ,ويأكل ويلبس مثلهم وظل بعيدا عنه لانه لم يواكب مسيرة التطور ,وهو لايزال ينمو ببطئ بسبب تقوقعه ومخاوفه من أبناء الشعوب التي تحيط به ولان تواصلت الاعتداءات عليه منذ الاف السنوات ,وأن المجتمع الايزيدي وجد نفسه خلال هذه المدة بين مطرقة المحتلين و سندانة الغزاة رغم تنوعهم وتفوقهم بالعدد والعدة .
وها التاريخ يعيد نفسه و نحن نعيش هذ ه الايام أجواء أيام الفتوحات الاولى , فعاد الارهاب ,وعاد قتل الابرياء بالجملة , فهذه المسيرة الدموية الطويلة خيبت أمال الايزيدية و سلبتهم أرادتهم واضعفت مقاومتهم ومزقت صفوفهم ، فباتوا عرضة للانحلال والذوبان، فأن الجميع يخشون قول الحق خوفا من أن يتهموا بالردة والتمرد فتتعالى اصوات الفتاوي من كل ناحية ويهب الجهاديون فيحصدون ارواح المئات من أبناء الايزيدية رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا وتنهب الاموال وتسبى النساء وتحتل القرى وتحرق المنازل وتهدم المزارات فهذه التراكمات الدموية ملاْت قلوب الايزيدية قيحا والما فكتموا تذمرهم وأستيائهم ، فزادت ضغوط المظالم فوق مايتحمله البشر ومع ذالك صامدون لايستطيعون فعل شيء ,وحتى التنفس بات عسيرا لانعدام نسيم الحرية فأما الاختناق أو الانفجار ,فتظهر بين الحين والاخر ردود فعل الايزيدية اكثر الما واكثر حزنا وأخطر من الاستسلام للارهابيين , وأمام هذه المعادلة أصبحت الايزيدية أضعف خلق الله أمام المسلمين ,وأشجع خلق الله أمام أبناء جلدتهم ,ومع مرور الزمن وتواصل المظالم والارهاب وقساوة الحياة . نبتت في قلوب الايزيدية بذورالشك والقلق فأختل التوازن بين العقلانية وبين اللاعقلانية ,فنسمع بين حين وأخر بعض ابناء الايزيدية من الذين يجدون ضالتهم في أجواء الفوضى , و غياب القانون فيعبرون عن معاناتهم بطريقة غير مسؤولة فيرتكبوا حماقات مرفوضة وجرائم ومن دون أن ينتبهوا الى تأثيراتها البليغة على عموم الايزيدية ومن دون مراعاة الظرف والمناخ المناسب ولا يهمهم ضد من تكون الجريمة وفي أغلب الحالات ترتكب الجرائم ضد أبناء الايزيدية وكذالك ضد الاخرين وعادة تنعكس نتائج جرائمهم سلبا على عموم الايزيدية فيتحرك بعض المسلمون المتشدون لمعاقبة الايزيدية حتى لوكانت الجريمة ئيزيدية ئيزيدية. ومع الاسف الشديد تحدث مثل هذه الجرائم بين الحين والاخر هنا أوهناك والمرتكبين لا يراعون صدى جرائمهم التي تعرض الايزيدية للمخاطر والتي تشوه صورتهم امام المتعاطفين رغم قلتهم ، فيستغلها المسلمون المتشدون فيضعونهم في خانة عبادة {ابليس}وهذا هو الخطر بعينه فمن هذه البوابة أنطلقت الحملات الابادية ضد ابناء الايزيدية ,ولنا في هذا الميدان أمثلة كثيرة نختصرها كما وجدناها في المصادر التاريخية، وكما سمعناها من ابائنا وكما شاهدناها بأنفسنا , وما حدث في بلاد (الخالته) من الابادة الجماعية ضد سكانها الايزيدية أضافة الى الاستيلاء على عشرات القرى ونهب الاموال وسبي النساء من قبل الكورد الاسلام المتشدد بسبب ردود فعلهم ردا على ما فعله البعض من الايزيدية هناك بحق شخصين مسلمين , والاحداث بدأت بعد أن قام هؤلاء الاشخاص بزيارت {ميسكى زازا }يشحذون منه ما تجود به يده من المساعدة فأعطى هذاالزعيم الئيزيدي ليرة ذهب لكل منهما و {ميسك زازا }هو كبير الايزيدية في بلاد الخالتة فاراد البعض احراج موقف { ميسك زازا } فراحوا يقطعون الطريق على هؤلا ء الاشخاص وقتلوهم , فأستاء المسلمون من هذا العمل وراحت العشائر الكوردية المسلمة تقدم الشكوى لدى الباب العالي في أستنبول ضد الايزيدية في بلاد الخالتة ,وكانت النتيجة صدور قرار رسمي باعلان الجهاد ضد الايزيدية وقامت العشائر الكوردية بتنفيذ الامر ,وحدث ما حدث وقتل المئات من أبناء الخالتية وأستولى المسلمون على عشرات القرى وأستسلم المئات وهجر الاخرون الى هنا وهناك , ولازالت أغنية الحملة { داي دلان}ترن في أذهاننا وهي تذكرنا بأسماء أبطال المعارك من امثال.{ مجوي شيخا ,وهكاني بير وكلشي جلوي },وبعد هذه الحادثة نذكر حادثة أخرى ,وهذه المرة يقوم أمير الايزيدية علي بك بقتل كريفه {علي اغا }المزوري قبل أن يجف دم الكريفاني ( وكان هذا الامر محيرا للجميع ) ويقال ان ذلك جاء بضغوط هائلة من امارة العمادية . فراح أمير راوندوز يستغل هذه الحادثة النادرة في تاريخ الايزيدية فقاد بنفسه مرتزقة من ابناء العشائرالكوردية وهاجم الايزيدية العزل وقتل منهم في منطقة {البهدينان }اكثر من {95% }وخسرالايزيدية الاف الشهداء من الصغار والكبار وبعد أن تجمعوا في {كلي قيامتي وجبل داكا وتل كوينجوخ{نينوى}واستسلم الناجون من سكان القرى الممتدة من مناطق سوران الى سنجار ومن مدينة الموصل حتى زاخو واسلموا ولم يبقى من الايزيدية في بهدينان سوى بضعة قرى لايتجاوز عدد المنازل في كل منها اكثر خمسة .وبعد هذه الحادثة نذكر حوادث سنجار التي تعرض لها أبناء الايزيدية في سنجار تحت شعار تأديب قطاع الطرق .اقول بان عدد الحملات ا لحربية على جبل سنجار رغم تعدادهم القليل ونقص الغذاء والسلاح يلفت له ا لنظر ,فهو بلا شك يحتاج الى بحث خاص ,وما يهمني هنا قوله هو أن بعض الحملات فعلا جاءت ردا على تعرض بعض الايزيدية الى القوافل القادمة من استنبول والذاهبة الى مدينة الموصل وبالعكس ,وهذا كان امرا طبيعيا لان مثل هذا كان يحدث بين العشائر العربية في المنطقة ذاتها وبين عشائر الدليم ,وما اريد ذكره هنا والذي تجاهله المؤرخون هو أن الايزيدية في نظر الاسلام كفرة فدمهم مهدور سلفا ومسألة التنفيذ تبقى على الظروف وهي مرهونة بمزاج اصحاب القرار ,وعلى ابناء الايزيدية ان يعرفوا هذا جيدا وأوجب عليهم أن لا يغرهم مسند مزيف أو قطعة سلاح أو جبل اشم أو طيش شباب أو زلة لسان . فكان لي لقاء مع المعمرالعم أدو سيدو السنجاري وقد حدثني عن عدد من تلك الحملات ,وجاء في حديثه بأن البعض من شباب القرية الفلانية والعشيرة الفلانية كانوا يتعرضون الى قوافل الدولة من باب العوز والفروسية والشجاعة ,فكانت ردود فعل الدولة سواء في استنبول أو في الموصل أو في بغداد عنيفا فيرسلوا جيشا كبيرا للقضاء على الايزيدية اضافة الى مشاركة الفرهوديين من العشائر الاسلامية المحيطة بهم .وما اريد قوله هنا أن يكون للايزيدية مرجع حكيم في كل قرية ولكل عشيرة وأن تتبع هذه المرجعيات مرجع اخر يمثل عموم ا لمنطقة وأن تتبع هذهالرجعية وغيرها اللجنة العليا لشؤون الايزيدية . وها التاريخ يعيد نفسه و نحن نعيش هذ ه الايام أجواء أيام الفتوحات الاولى , فعاد الارهاب ,وعاد قتل الابرياء بالجملة , فهذه المسيرة الدموية الطويلة خيبت أمال الايزيدية و سلبتهم أرادتهم واضعفت مقاومتهم ومزقت صفوفهم ، فباتوا عرضة للانحلال والذوبان، فأن الجميع يخشون قول الحق خوفا من أن يتهموا بالردة والتمرد فتتعالى اصوات الفتاوي من كل ناحية ويهب الجهاديون فيحصدون ارواح المئات من أبناء الايزيدية رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا وتنهب الاموال وتسبى النساء وتحتل القرى وتحرق المنازل وتهدم المزارات فهذه التراكمات الدموية ملاْت قلوب الايزيدية قيحا والما فكتموا تذمرهم وأستيائهم ، فزادت ضغوط المظالم فوق مايتحمله البشر ومع ذالك صامدون لايستطيعون فعل شيء ,وحتى التنفس بات عسيرا لانعدام نسيم الحرية فأما الاختناق أو الانفجار ,فتظهر بين الحين والاخر ردود فعل الايزيدية اكثر الما واكثر حزنا وأخطر من الاستسلام للارهابيين , وأمام هذه المعادلة أصبحت الايزيدية أضعف خلق الله أمام المسلمين ,وأشجع خلق الله أمام أبناء جلدتهم ,ومع مرور الزمن وتواصل المظالم والارهاب وقساوة الحياة . نبتت في قلوب الايزيدية بذورالشك والقلق فأختل التوازن بين العقلانية وبين اللاعقلانية ,فنسمع بين حين وأخر بعض ابناء الايزيدية من الذين يجدون ضالتهم في أجواء الفوضى , و غياب القانون فيعبرون عن معاناتهم بطريقة غير مسؤولة فيرتكبوا حماقات مرفوضة وجرائم ومن دون أن ينتبهوا الى تأثيراتها البليغة على عموم الايزيدية ومن دون مراعاة الظرف والمناخ المناسب ولا يهمهم ضد من تكون الجريمة وفي أغلب الحالات ترتكب الجرائم ضد أبناء الايزيدية وكذالك ضد الاخرين وعادة تنعكس نتائج جرائمهم سلبا على عموم الايزيدية فيتحرك بعض المسلمون المتشدون لمعاقبة الايزيدية حتى لوكانت الجريمة ئيزيدية ئيزيدية. ومع الاسف الشديد تحدث مثل هذه الجرائم بين الحين والاخر هنا أوهناك والمرتكبين لا يراعون صدى جرائمهم التي تعرض الايزيدية للمخاطر والتي تشوه صورتهم امام المتعاطفين رغم قلتهم ، فيستغلها المسلمون المتشدون فيضعونهم في خانة عبادة {ابليس}وهذا هو الخطر بعينه فمن هذه البوابة أنطلقت الحملات الابادية ضد ابناء الايزيدية ,ولنا في هذا الميدان أمثلة كثيرة نختصرها كما وجدناها في المصادر التاريخية، وكما سمعناها من ابائنا وكما شاهدناها بأنفسنا , وما حدث في بلاد (الخالته) من الابادة الجماعية ضد سكانها الايزيدية أضافة الى الاستيلاء على عشرات القرى ونهب الاموال وسبي النساء من قبل الكورد الاسلام المتشدد بسبب ردود فعلهم ردا على ما فعله البعض من الايزيدية هناك بحق شخصين مسلمين , والاحداث بدأت بعد أن قام هؤلاء الاشخاص بزيارت {ميسكى زازا }يشحذون منه ما تجود به يده من المساعدة فأعطى هذاالزعيم الئيزيدي ليرة ذهب لكل منهما و {ميسك زازا }هو كبير الايزيدية في بلاد الخالتة فاراد البعض احراج موقف { ميسك زازا } فراحوا يقطعون الطريق على هؤلا ء الاشخاص وقتلوهم , فأستاء المسلمون من هذا العمل وراحت العشائر الكوردية المسلمة تقدم الشكوى لدى الباب العالي في أستنبول ضد الايزيدية في بلاد الخالتة ,وكانت النتيجة صدور قرار رسمي باعلان الجهاد ضد الايزيدية وقامت العشائر الكوردية بتنفيذ الامر ,وحدث ما حدث وقتل المئات من أبناء الخالتية وأستولى المسلمون على عشرات القرى وأستسلم المئات وهجر الاخرون الى هنا وهناك , ولازالت أغنية الحملة { داي دلان}ترن في أذهاننا وهي تذكرنا بأسماء أبطال المعارك من امثال.{ مجوي شيخا ,وهكاني بير وكلشي جلوي },وبعد هذه الحادثة نذكر حادثة أخرى ,وهذه المرة يقوم أمير الايزيدية علي بك بقتل كريفه {علي اغا }المزوري قبل أن يجف دم الكريفاني ( وكان هذا الامر محيرا للجميع ) ويقال ان ذلك جاء بضغوط هائلة من امارة العمادية . فراح أمير راوندوز يستغل هذه الحادثة النادرة في تاريخ الايزيدية فقاد بنفسه مرتزقة من ابناء العشائرالكوردية وهاجم الايزيدية العزل وقتل منهم في منطقة {البهدينان }اكثر من {95% }وخسرالايزيدية الاف الشهداء من الصغار والكبار وبعد أن تجمعوا في {كلي قيامتي وجبل داكا وتل كوينجوخ{نينوى}واستسلم الناجون من سكان القرى الممتدة من مناطق سوران الى سنجار ومن مدينة الموصل حتى زاخو واسلموا ولم يبقى من الايزيدية في بهدينان سوى بضعة قرى لايتجاوز عدد المنازل في كل منها اكثر خمسة .وبعد هذه الحادثة نذكر حوادث سنجار التي تعرض لها أبناء الايزيدية في سنجار تحت شعار تأديب قطاع الطرق .اقول بان عدد الحملات ا لحربية على جبل سنجار رغم تعدادهم القليل ونقص الغذاء والسلاح يلفت له ا لنظر ,فهو بلا شك يحتاج الى بحث خاص ,وما يهمني هنا قوله هو أن بعض الحملات فعلا جاءت ردا على تعرض بعض الايزيدية الى القوافل القادمة من استنبول والذاهبة الى مدينة الموصل وبالعكس ,وهذا كان امرا طبيعيا لان مثل هذا كان يحدث بين العشائر العربية في المنطقة ذاتها وبين عشائر الدليم ,وما اريد ذكره هنا والذي تجاهله المؤرخون هو أن الايزيدية في نظر الاسلام كفرة فدمهم مهدور سلفا ومسألة التنفيذ تبقى على الظروف وهي مرهونة بمزاج اصحاب القرار ,وعلى ابناء الايزيدية ان يعرفوا هذا جيدا وأوجب عليهم أن لا يغرهم مسند مزيف أو قطعة سلاح أو جبل اشم أو طيش شباب أو زلة لسان . فكان لي لقاء مع المعمرالعم أدو سيدو السنجاري وقد حدثني عن عدد من تلك الحملات ,وجاء في حديثه بأن البعض من شباب القرية الفلانية والعشيرة الفلانية كانوا يتعرضون الى قوافل الدولة من باب العوز والفروسية والشجاعة ,فكانت ردود فعل الدولة سواء في استنبول أو في الموصل أو في بغداد عنيفا فيرسلوا جيشا كبيرا للقضاء على الايزيدية اضافة الى مشاركة الفرهوديين من العشائر الاسلامية المحيطة بهم .وما اريد قوله هنا أن يكون للايزيدية مرجع حكيم في كل قرية ولكل عشيرة وأن تتبع هذه المرجعيات مرجع اخر يمثل عموم ا لمنطقة وأن تتبع هذهالرجعية وغيرها اللجنة العليا لشؤون الايزيدية .