أقـــلام حـــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أقـــلام حـــرّة

منتـــدى أقـــلام حـــرّة تهتـــم بالشــــأن الأيــــزيـدي والعراقي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المصطلح الطائفي والتأسيس المذهبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 247
تاريخ التسجيل : 26/07/2007

المصطلح الطائفي والتأسيس المذهبي Empty
مُساهمةموضوع: المصطلح الطائفي والتأسيس المذهبي   المصطلح الطائفي والتأسيس المذهبي I_icon_minitimeالخميس 15 نوفمبر 2007, 01:40

المصطلح الطائفي والتأسيس المذهبي
أبو الكيا البغدادي

يعد التباين والتنوع في الكون احد السمات المميزة للموجودات على اختلاف أنواعها.وإذا ما قصرنا الكلام عن المجتمعات البشرية ،فان الاختلاف الفكري والاثني والانثروبولوجي وما ينجم عن هذه الاختلافات وغيرها من تنوع حضاري ،يعد كل هذا الاختلاف والتنوع هو القاعدة وليس الاستثناء للمجتمعات البشرية عامة والمجتمعات الإسلامية خاصة.ويعد بعض المفكرين هذا التنوع دليل صحة ورقي حضاري في الوقت الذي يعتبره البعض الآخر نتيجة طبيعية افرزها التأسيس الأيديولوجي للمصالح الذاتية والفئوية الضيقة.ويمكن تتبع تاريخ هذا التنوع والتباين العقائدي وإرجاعه إلى منابعه الأولى ،ورغم إن هذا الموضوع شائك وحساس ولا أود الولوج إليه من خلال سطور تتناوله مقاله وأنا أدرك تماما إن الكثير من البحوث والرسائل العلمية والاطاريح الجامعية فضلا عن الكثير من أوراق البحث العلمي التي تقدم بها المهتمون في هذا المجال،فاني في الوقت ذاته لا أريد إن أمر بهذا الموضوع دونما رأي أو خلاصة ولو بكلمات قلائل عن المقاربات والتوجهات بهذا الشأن ،إذ يمكن ملاحظة ما يأتي:
1-إن معظم الباحثين الأكاديميين والعلماء الذين تناولوا هذا الشأن كانوا منهمكين في البحث عن تعزيز الأدلة والنظريات والمفاهيم التي تدعم انتماءاتهم الفكرية وليس متبنياتهم العقائدية بموجب كونهم باحثين عن حقائق علمية مجردة،وبهذا تفقد هذه الإعمال صفة الحيادية في المنهج العلمي والتاطير الشكلي والموضوعي.
2-إن المناهج التي سلكتها هذه الدراسات بشقيها العقلي والنقلي تعتريها الكثير من الفجوات والهفوات بما يضعف إمكانية التأسيس الاستنباطي والاستدلالي عليها،فالأسانيد التاريخية متضاربة بما يجعلها تتهافت وتتساقط أم المنطق الذي تتبعه هذه الدراسات ففي كثير من الأحيان هو منطق ساذج ومبسط لا يكاد يرقى إلى التحدي العلمي والأخلاقي. فضلا عما يعتريه من مثالب وما يعتريه من عورات وعثرات.وأريد إن اضرب مثلا واحدا هنا هو ما ورد في كتاب الاحتجاج من مساجلة لن اذكرها كلها بل أشير إلى إجمال الفكرة هذه المساجلة الفكرية حدثت بين أبي العلاء المعري والسيد الشريف المرتضى،تطرقت إلى عناصر الكون الأربعة وانتهت بمعرفة ما كان يعد معرفة عميقة بالكواكب والنجوم لا تتعدى معرفة أي تلميذ في دراسته الثانوية أو الابتدائية في عصرنا هذا حيث قال ابو العلاء (فما السعدين؟)، فرد عليه السيد (فما النحسين؟)،فبهت أبو العلاء!.
لقد دأب مؤسسو المذهبية الإسلامية منذ البدايات الأولى للتأسيس إلى التاطير المصطلي القرآني لمتبنياتهم المذهبية،وذلك حرصا على إضفاء الشرعية على تلك المتبنيات،فقد دأب أتباع مدرسة الصحابة إلى تبجيل صحابتهم فراحوا ينهلوا من القران الكريم ما يفيد في التبجيل فمثلا (رضي الله عنهم ورضوا عنه) وغيرها فأصبحوا يذيلون اسم الصحابي برضي الله عنه،كما إن أتباع مدرسة آل البيت استلهموا مصطلح (عليه السلام)من الايه القرآنية (إن الله وملائكته يسلمون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )واستلوا منها لفظة (عليه السلام)ليتبعوا بها اسم الإمام.وعلى الرغم من الرضوان والسلام يصح للصحابة والأئمة فقد حرص بناة التأسيس المذهبي والسائرون في آثارهم على ديمومة المصطلح وقدسيته؟وما ذكرناه ما هو إلا مثال واحد وبمقدور القارئ غير المتخصص الوصول إلى العديد من الحالات التي تؤسس للمذهبية بإتباع المصطلح الطائفي .
لقد امتد استخدام المصطلح الطائفي في هذا الوقت في العراق ليشمل موتى هذه الصراعات فاخذ فريق ينعى قتلاه ويؤبنهم من خلال اللافتات السوداء مستخدما وصف( الشهيد البطل ..)في حين راح الفريق الثاني يقدم لشهيده بعبارة( الشهيد السعيد)،فلو لم يحمل اسم المتوفى دلالة على انتمائه أصبحت اليافطات تودي هذا الدور.
إن عموم الناس في الأعم الأغلب ينساقون بسهولة إلى استخدام هذه المصطلحات وربما يعتزون بها فكل حزب بما لديهم فرحون.وفي فترات الصراعات والاحتكاكات المذهبية تقع مسؤولية تخفيض مستويات الصراع على النخب الفكرية والثقافية والعلمية،كما إن وسائل الإعلام الملتزمة وطنيا وأخلاقيا يقع عليها القدر الكبير في التأسيس إلى الثقافات المتسامحة ونشرها بين الناس.وعندما يصل المتشددون إلى طرق مسدودة لابد إن يبرز دور الليبراليين والعلمانيين بمختلف توجهاتهم في اخذ زمام المبادرة السياسية والثقافية بمتبنيات أخلاقية ووطنية وبمصطلحات قريبة من ثقافة الجمهور وليست مصطلحات فنية أو فلسفية أو تفيض منها رائحة العنف أو التهميش والإقصاء ،وأخيرا فلا بد من إصدار القوانين التي تؤكد على نبد الثقافة المذهبية والطائفية المرتبطة بها.وهذا شان مهم ادعوا المثقفين إلى الكتابة فيه ليساهموا في إبعاد مجتمعهم من مزيد من التجزئة والعنف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://al-ezidy.ahlamontada.com
 
المصطلح الطائفي والتأسيس المذهبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أقـــلام حـــرّة :: القسم العام :: مقالات-
انتقل الى: