Admin Admin
عدد الرسائل : 247 تاريخ التسجيل : 26/07/2007
| موضوع: مــقــاومـــة - إرهاب .... شذوذ الفكـر و شــذّاذ الآفاق السبت 24 يوليو 2010, 00:56 | |
| مــقــاومـــة - إرهاب .... شذوذ الفكـر و شــذّاذ الآفاق منير التميمي
منذ صبيحة يوم 24-6-2003 و حتى لحظة كتابة هذي السطور , كتب و تحدث كثيرون عن موضوع المقاومة المسلحة و الأرهاب في العراق المحتل - المحرر وفق قاموس الأستغباء الجديد - و سيقال و سيكتب الكثير مستقبلا دون الألتفات لهذا اليوم , التاريخ المفصلي الذي سنشير اليه لاحقا
تراوحت المواقف من العمليات المسلحة المقاومة بين التعاطف الحذر المتبوع بــ ( لكن ) و التأييد المندفع - بقوة رد الفعل - و التمجيد والتنزيه المطلق , وصولا للانتهازية الحزبية و الفئوية و المصلحة الشخصية !! وبين الحياد المرتاب و الأنتقاد الموضوعي مرورا بالتسقيط السياسي و الطائفي و التجريم الأخلاقي و القانوني للمقاومين و أنتهاءً بالانتهازية الحزبية و الفئوية و المصلحة الشخصية ... أيضا
بينما تسلح المثقفون المؤيدون لخيار المقاومة - السلمية منها و المسلحة - بترسانة من الموروث الانساني التاريخي و القومي العشائري و الديني المثالي و اليساري الثوري و القانوني الدولي و بأستلهام تجارب مقاومة لشعوب و ثقافات متعددة و اعتماد مقاربات منطقية - علمية و أدبية و فنية - لدعم موقفهم , ...... لم يجد مستشارو جحافل - جاش - الثقافة الامريكية الخفيفة غير عملية التشويه المتعمد و خلط الأوراق و توجيه التهم و ممارسة إزدواجية شيزوفرينية في المعايير و إحلال تعريفات جديدة كبديل لمسلمات قديمة راسخة , تعتبر إرثا إنسانيا مشتركا عابرا للقارات
وشهدنا باستغراب و قرف محاولات هزيلة لزرع تعريفات هجينة بشكل يستغبي عقل المتلقي و يراهن على سذاجة متوهمة للعراقي ( المفتح باللبن ) , فأصبح الأحتلال تحريرا و أصبح الغزاة ضيوفا و سمي المقاوم إرهابيا ... وفي واحدة من اسخف المفارقات التي لم ينج من فخها حتى بعض مؤيدي المقاومة , سمعنا بمصطلح مضحك : المقاومة الشريفة ! و كأنما هناك مقاومة شريفة و أخرى داعرة ! يتضح سخف المصطلح بقياسه على النضال مثلا , فهل هناك نضال شريف و نضال داعر ؟ هل يستقيم القول بوجود عمالة شريفة و عمالة داعرة ؟إرهاب شريف و إرهاب غير شريف !؟ طبعا حاول جحوش المارينز اجتناب الرضوخ لمنطق اللغة و الأقرار بوجود مقاومة و إرهاب
وتم على هذا الأساس - المختل - توضيف جرائم أبو مصعب الأردني الوافد من القاعدة الصهيو اميركية المتقدمة -الأردن- و إلصاقها قسـرا بالفعل المقاوم المخلص و تقديمه كعملية تدمير طائفية وحشية عمياء تصبغها نزعة احادية تكفيرية سلفية تستهدف شيعة العراق الذين ( يحكمون !!!! ) العراق الجديد.... التفاصيل
كما تم توضيف إرهاب جرائم قادة القاعدة الأوائل في العراق, المتخرجين من معسكرات أنصار الأسلام و( أبطال ) مذبحة خة يلي حمة , رفاق الشيخ علي بابير و المـلّا كريكار و النازلين الى سهولنا و بوادينا و مدننا من جبال المحمية الطلبانية في شمال العراق والتي تحولت الى مأوى للهاربين و الوافدين من جبال تورا بورا ! , لتشويه الهوية العراقية الحقيقية للمقاومين الذين تبرأو مرار و تكرار من أي عملية تستهدف العراقيين و رغم عشرات الأصدارات المرئية و البيانات المكتوبة التي وثقت تجنب الفصائل المقاومة لكل ما من شأنه الحاق الأذى بأرواح و ممتلكات العراقيين
وفي عشرات الحوادث التي تحدث عنها العراقيون سرا فيما بينهم و علنا على الفضائيات ,قامت مجاميع من ( جحوش هنغاريا ) و بيشمركة الحزبين الشوفينيين الكردستانيين بزرع عبوات ناسفة في الأسواق و الشوارع و قامت بعمليات القتل و التعذيب و التهجير و التنكيل حتى بالجثث ..وهي تتنكر بأزياء و شعارات دينية - طائفية لتنسب افعالها الى هذا الفصيل المقاوم او ذاك ( تفجيرات الزنجيلي و اغتيال رجال الدين المسيحيين في الموصل نموذجا
وكان الأصرار المـَرَضي على ( تلويث ) المقاومين و نسبتهم لحزب البعث و للنظام الصدامي المهزوم , رغم ما أثبتته الوقائع المتتالية من جبن و إنهزامية أركان النظام السابق و تنضيماته الحزبية و العسكرية و الأمنية والتي انقسمت ما بين متعامل مع الأمريكان قبل الغزو و متواطئ على تسليم العاصمة أثناء الغزو, بلا قتال أو حتى مجرد عرقلة و تأخير لأحتلال بغداد !! و بين مهزوم إختار تسليم نفسه
بدون أن يطلق رصاصة واحدة , بعد الأحتلال ( سلطان هاشم وزير الدفاع و طه يس رمضان نموذجا ) ... ورغم أن فصيلا واحدا من فصائل المقاومة التي أعلنت عن نفسها لم يحمل إسم البعث أو صدام ! و رغم أن أول و أشهر الفصائل المقاومة أعلنت برائتها من صدام حسين و نظامه في أكثر من مناسبة
وهكذا ... أريد لمبدأ انساني متأصل في ضمير الأسوياء , و لمعتقد ديني مشرف و لثابت غريزي متجذر في اللاوعي الجمعي للأمم أن يرتبط بطائفة محددة أو بحزب فاقد للسلطة , و كان أن نسمع و لأول مرة بمصطلح سخيف
المثلث الســنــّي !! ( هل تذكرونه ؟ ) ؟!؟ و تم إعتماد تاريخ 31-3-2004 كنقطة تأريخ لما اعتبره مثقفو المارينز بداية عصر مرحلة الأرهاب في العراق المحتل وتم التركيز على ( رد الفعل ) الشعبي المتمثل بقتل مرتزقة بلاك ووتر واحراق جثثهم في مدينة الفلوجة وتجاهل جحوش امريكا مع سبق الاصرار وحشية ( الفعل ) الأجرامي الذي راكم و أنتج رد الفعل العنيف هذا , يوم ارتكبت قوات الأحتلال الأمريكي مجزرة راح ضحيتها 17 عراقيا كانو ضمن مضاهرة سلمية عزلاء في مدينة الفلوجة أواخر نيسان 2003 و لم يشرح لنا أحد من دعاة اللاعنف ( الذين زايدوا على السيد المسيح بمغفرته و سبقوا غاندي بـلا عنفه ! ) لماذا جوبهت التضاهرة الفلوجية السلمية بالرصاص الحي ؟؟؟
بالتوازي مع ما سبق , مورست عملية تحقير و امتهان متعمدة لتاريخنا العراقي الحديث وللوعي العراقي , بدأ التثقيف بـ ( الخطأ التاريخي الفادح ) المسمى : ثورة العشرين !! وتم الترويج لمقولة أن العراقيين الشيعة دفعوا ثمن تصديهم للمحتل البريطاني بعقود من التهميش بدأت مع تأسيس الدولة العراقية الحديثة ! و بناءً هذا( الاكتشاف التاريخي الخطير ) تم الترويج لمقولة : أن عرب العراق الشيعة تعلموا الدرس و لن يرفعوا بوجه الاحتلال الأمريكي صوتا ! أو سلاحا
!
وفي عملية مناقلة غريبة و ممجوجة , قامت المؤسسة الطائفية السياسية الشيعية بعملية إعادة ترتيب الأولويات بالنيابة عن أتباع المذهب الشيعي و ذلك بسحب النموذج الـحـسـيـنـي ( الثوري ) من التداول كمحرض و حافز جماهيري للرفض و مقاومة الاحتلال و الأختلال و إبداله بما أريد الترويج له كبراغماتية ( ذرائعية ) يمثلها النموذج الـــحـــــســنـي الــ ( مهادن ! ) و المقاوم ( سلميا ) حسب التوصيف الذي ابتدعه مقلدو مرجعية البيت الأبيض !! و ركن بعيدا شعار محاربة الشيطان الأكبر بل و قام ابراهيم الجعفري - مثلا - بترميز مسرحي للواقع الجديد عندما أهدى نسخة عن سيف الأمام علي ( بكل ما تحمله دلالات ذي الفقار و علي بن ابي طالب ) لقائد الآلة الحربية الامريكية رامسفيلد ! ومع تسليم السيف الثائر - الرمز - للمحتل , رفع سيف أرهاب معنوي على رؤوس المعترضين : كل عراقي شيعي يرفض الأحتلال و يدعو لمقاومته هو بعثي و من أيتام النظام المهزوم
فيما تعكزت الطائفية السياسية السنية بالــ ( مظلومية ) المسروقة و المستنسخة من قرينتها الشيعية ,لتنقلب على نفسها و تعيد استنساخ و تقديم الوجبة المسمومة إياها لأتباعها : ( تهميش السنة و اقصائهم كعقاب جماعي في الدولة العراقية - التي سيعيد الامريكان تخليقها - اذا ما تمسكت القيادات السنية بخيار المقاومة المسلحة )! و أنتهت قيادات منها الى أن تحجل بمشية الغراب العرجاء ! فلا هي مشية المقاومة المسلحة و لا هي مشية المعارضة السلمية الحقيقية من داخل العملية السياسية المحددة بالاشتراطات الامريكية ( محمود المشهداني و خلف العليان مثالا )
في السياق نفسه , مارس اليسار العلماني العراقي المترهل ممثلا بالحزب الشيوعي - جماعة حميد مجيد - تنكرا فاضحا حتى لمجرد الشعارات الكلاسيكية التي أعتاش عليها وزايد بها لعقود , و كنوع من التذاكي و الألتفاف المفضوح , رفع منظرو و أتباع السكرتير - العضو في مجلس بريمر - شعار أن المرحلة تتطلب المقاومة السلمية !! لكنهم لم يقدموا أي دليل على صدق إيمانهم بمقولتهم هذه .. خصوصا وأنهم أدانوا و شتمو حتى من التزم بداية الامر بالتضاهر السلمي ضد قوات الأحتلال - تضاهرة الفلوجة و تضاهرة الصدريين في بغداد , نهاية نيسان 2003 نموذجا - ولم نشهد مقاومة او احتجاجات (شيوعية ) سلمية ولو بأدنى مستوياتها
وكان التماهي مع المشروع السياسي الأمبريالي و مع الأنفصالية الكردستانية واضحا فاضحا كعورة العنز ! و بما أن المقاومين المسلحين لم يرتدوا الزي الجيفاري و لم يخاطبو الجماهير باللازمة التقليدية الشهيرة : يا جموع البروليتاريا الرثة و يا رفاقنا الشغيلة حاملي الراية الحمراء , تحية ثورية و بعد .....
و بما أن المقاومين ملتحون و يستعملون مفردات مثل الجهاد بدلا عن النضال و المستضعفين بدلا عن الكادحين !! لم تجد أبواق هذا الحزب الكهل المترهل غير التسقيط و الشتيمة سلاحا تواجه به هؤلاء ( الأرهابيين الضلاميين الرجعيين المتخلفين ) و تتهكم بسخف على دوافعهم الدينية التي يختزلها شيوعيو مجلس بريمر بالكبت الجنسي و التوق الى الحوريات و العشاء مع النبي الكريم في الجنة ( كذا ) ... طبعا لم يخبرنا فطحل من فطاحلهم إن كان طيارو الكاميكازي - الفدائيون اليابانيون ينتظرون عشاء مع النبي أو سبعا من الحور العين في الجنة ! و لم يخبرنا أحد منهم عن الفدائيين السوفييت الذين أوقفوا زحف دبابات البانزر و التايغر النازية على مشارف موسكو بتفجير أجسادهم المحزمة بالقنابل اليديوية و الغام الدروع ! هل كان هؤلاء سلفيون ينتظرون نشورا و ثوابا !!؟؟ أم كان فدائيو وفدائيات الفصائل اليسارية و الشيوعية في لبنان ينتظرون هذا الثواب الأيروتيكي ؟!؟
مضت هذه النخبة العجوز في الترويج لمشروعها السياسي التقدمي ( السلمي ) مع مثلث الأمبريالية الصهيو أمريكية - الأقطاعية الفاشية الكردستانية - الأسلاموية الطائفية الأقصائية ! حتى انتهت النهاية المريعة التي شهدناها في نتائج مهزلة الانتخابات الاخيرة
نعود هنا للتاريخ الذي بدأنا به هذا السرد المتعجــل
لو كان هناك إنصاف للتاريخ و احترام للــتـــأريخ , لأعتمد يوم الثلاثاء 24-6-2003 زمانا .. و قضاء المجر الكبير - ميسان , مكانا لأول ( فعـل ) مقاومة مسلحة ,و ما هو أبعد و أعمق من مجرد التصدي لقوات احتلال هي الأقوى في تاريخ البشرية , كان هذا الــزمـ ــكـ ــان منطلقا للتصدي لأشرس عملية تدجين فكري و أكبر حرب مفاهيم و أقوى هجمة استهدفت الضمير الجمعي العراقي
بين من يجهل حيثيات هذا اليوم و بين من يتجاهله و يتعمد القفز فوقه , تكمن اللطمة القاسية للجاهل و المتجاهل ! يكمن النصر - المؤجل ربما - على جحافل الغزو العسكري و الأخلاقي
لطمة , سببت ذهولا متسائلا اجتاح المؤسستين العسكرية و الأعلامية ,البريطانية و الأمريكية , لدرجة أن بي بي سي البريطانية وبعد ساعات من ( الواقعة ), عنونت الخبر المذاع و المكتوب بنفس الصيغة الذاهلة المتسائلة : ما الذي حدث في المــجــر الكــبــير !!؟؟
http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/3020174.stm
و بعيدا عن التفاصيل الميدانية و كيفية اندلاع المواجهة , و بأختصار فقد هاجم شباب مسلحون من ابناء المجر الكبير قوة للأحتلال البريطاني - الفوج الاول لقوات المضليين الخاصة - على مشارف المجر فدمروا عربتين مدرعتين و اعطبوا مدرعة ثالثة و طائرة شينوك مروحية وصلت للدعم و أنسحبت المجموعة المنفذة بلا خسائر فيما اعلنت المصادر العسكرية البريطانية عن تدمير الاليات و اصابة المروحية و جرح ستة جنود ... وبعد ساعات قليلة من هذه العملية وفي نفس اليوم , وأثناء تواجد قوة عسكرية بريطانية في مركز شرطة قضاء المجر الكبير , باغتتهم مجموعة مسلحة اخرى فقتلت ضابطا بريطانيا و خمسا من جنود القوة التابعة للشرطة العسكرية الملكية
كانت صدمة كبيرة بكل المقاييس و صفعة قاسية أطارت الشرر من عيون قادة الاحتلال , لكنها في نفس الوقت و بشكل اكثر ايلاما و اهانة , كانت بصقة إحتقار على كل الطبول المثقوبة و مستشاري و جحوش الأحتلال الذين راهنو على التشوه المجتمعي و أهتزاز ثوابت القيم التقليدية الناتج عن سياسات القمع و الاذلال و التهميش الذي مارسته قيادة النظام البعثي المنهار على الشعب العراقي عموما و على ابناء الجنوب تحديدا
فيما كان جنود الأحتلال ينتظرون الورود التي سيمطرهم بها العراقيون - امتنانا و شكرا - و فيما كانت ذيولهم تتوقع ( ردود أفعال ) من بقايا الاجهزة العسكرية و شبه العسكرية البعثية المنهارة , بوغت الجميع بــ ( فعل ) مستقل من شريحة لا يمكن ادراجها في خانة الصداميين أو الجنرالات فاقدي السلطة أو السلفيين التكفيريين الوافدين عبر الحدود !! هؤلاء الذين حملوا السلاح في الجنوب و معهم من بدأ مقاومته و بأرقى أنواع اللاعنف المتحضر بالتظاهرات السلمية و الصلوات الجماعية الهادئة في شوارع بغداد و مدينة الثورة - الصدر و الكوفة ثم انتهى لحمل السلاح بعد قمع مضاهراته بوحشية , هؤلاء كانوا مأزقا حقيقيا , أربك التأسيس لعملية الأستحمار الحثيثة التي كان يؤمل منها إقناع العراقيين بأن ما حدث لبلدهم هو تـــحــرير !! و التحرير لا يستوجب طبعا تصديا و مقاومة
هذي الجموع التي طالما كان إنتمائها الوطني محل تشكيك السلطة الكتاتورية السابقة و كأن منح شهادة الوطنية المصدقة مشروط بقبول الأذلال و التهميش والمداومة على التسبيح بحمد القائد ! و إلاّ وصمت بالعمالة لأيران و أعتبرت محافظات سوداء و جموعا من الــ ( الغوغاء ) و الجهلة و المخربين و قطاع الطرق !!! , هي نفس الجموع التي لم تستجب لعملية التدجين الأمريكي و لم تقبل بالأشتراطات الجديدة للــ ( تكرم عليهم ) ومنحهم شهادة وطنية و حسن سير و سلوك !! فكــان أن سمعنا نفس الموشح الصدامي الغابر ولكن بتوزيع موسيقي جديد و من ( آلات ) و أبواق جديدة و أعيد التشكيك بوطنية ( الشروك و المعدان ) ووصمهم بنفس التهم البعثية القديمة ومن أسماء تحمل القابا جنوبية و فرات أوسطية هذه المرة ! , زادت في ( حرمانها الكنسي ) لهؤلاء الثائرين فأخرجتهم حتى من قطيع الطائفة
وبعد أعوام سبع عجاف من التدمير و القتل و الانتهاك و السرقة و التجهيل و الشحن الطائفي و بعد أن تبلور الموقف الرافض للاحتلال من مجرد مجموعات و عمليات متفرقة في العمارة و الديوانية و البصرة و الناصرية و واسط و بابل وبغداد , الى فصائل محترفة وعمليات نوعية و جسورة أدت بالنهاية الى طرد الأحتلال البريطاني من الجنوب و أجبرت قيادات الأحتلال الأمريكي على أطلاق سراح مئات الأسرى المقاومين ( تم الأحتفال بتحريرهم علنا في شوارع العمارة و تحت سمع و بصر الجيش و الشرطة قبل عدة أشهر ) و الأعتراف الأخير للجنرال أوديرنو بأن أياما صعبة تنتظر قوات الاحتلال بعد إنكفائها الى قواعد كبيرة خارج المدن بسبب الفصائل المقاومة ( المدعومة من أيران حسب زعمه ) , وبعد أن فرضت أخلاقيات الفعل الثوري المنضبط , نفسها على الشارع الجنوبي و الفرات أوسطي و ركزت على استهداف المحتلين و معسكراتهم فقط و فقط و لم تتجاوز مهمتها في مقاتلة المحتلين الى فرض وجودها العسكري على الشارع و المواطن كسلطة مليشياوية حاكمة , وابتعدت عن الاقتتال الطائفي
بعد كل هذا الانجاز الذي أسقط مشروع التدجين و التطويع الذهني لعرب العراق الجنوبيين .. نقرأ لعرضحالجي تافه هنا و لسقط متاع و سقط اخلاق هناك , اسهالات إنشائية تزيد في سقوطها و تزايد في سفالتها على قذارات جريدة بابل التي شنت حملة انتقاص بذيئة - كبذاءة عدي صدام حسين و سماسرته - على أبناء الجنوب يوما غابرا ما
إن كان هناك شاذ ما , يصف المقاومين و من يناصرهم إعلاميا بالشذوذ معتمدا على - اعترافات !! - بثها التلفزيون الحكومي قبل أعوام, لرجل عجوز يدعى الشيخ أبو تبارك ( إعترف !!! ) أنه من أرهابيي القاعدة و أنه شاذ جنسيا و كان يمارس شذوذه في المسجد الذي يؤم فيه الناس للصلوة و يحرضهم فيه على الأرهاب !! , فلا يسعني هنا غير المقارنة مرة أخرى بين - الضارط و اخيه الأضرط شهاب الدين - و أقول غير متهيب و لا متردد أن حثالات اعلام النظام السابق و بكل انحطاطها لم يصل بها التسافل حد وصم معارضيها بالشذوذ الجنسي و اكراههم على الاعتراف بهذا امام مشاهدي التلفاز كما يفعل اليوم بعض من أولاد عورة بن العاص
ربما لا يعلم المجرد من الغيرة و الحرص على العرض , قسوة التهديد بأغتصاب الام او الاخت او الزوجة في أقبية التعذيب القديمة - الجديدة ! و ربما لا يعلم شاذ بلا كرامة , يتلذذ بشذوذه و يعتاش منه , فداحة التهديد بأنتهاك انسانية و كرامة رجل يهدد بالأغتصاب إذا لم يظهر على الشاشة لــ ( يعترف ! ) و يردد ما كتبه له المحقق السادي على ورقة !! ولا غرابة أن تعرض فضائية مثل الفيحاء ( إعترافات ) بالشذوذ لأرهابيين مزعومين , خصوصا بعد الفضائح الاخلاقية التي نشرها في عدة مواقع معروفة ,من كان يعمل في هذه القناة ( هاشم العقابي و كريم بدر مثالا )
أذا كان هناك من يتعمد تقديم إرهاب السلفيين ( الوهابية !) و قطـّاع الطرق كمقاومة ! و اذا كان هناك أغبياء لا زالو يعيشون وهم حصر الفعل العسكري الرافض للاحتلال بمقاومة الـ ( البعثيين و أيتام صدام حسين ) و يتهمون كل من يطلق رصاصة أو كلمة بأنه شاذ ينتمي لهذه المجاميع , فعليه أن يعلم أن أولئك الآن , حلفاء لـ (محرريهم) الامريكان و شركـاء لـ ( حكومتهم ) الديمقراطية , صحوات أبو ريشة و عيفان السعدون و فواز الجربة مثالا , وعليه أن يعلم أن شخصيات عراقية عربية جنوبية - معروفة الوجوه و الأسماء و النسب , بلا لثام و بلا أقنعة , تصدت و تتصدى بالكلمة و بالسلاح للأحتلال و أفرازاته , شخصيات - رغم اختلافنا الآيديولوجي مع توجهها الديني و تحفضنا على علاقتها بأيران - تقود منذ أعوام و في ضل تعتيم إعلامي مطبق فصائل مقاومة تشرف السلاح و الفعل المقاوم و تفرض على مسؤولي المنطقة الخضراء و أسيادهم المحتلين شروطها و تنال إحترام و تعاطف الشارع الجنوبي
شخصيات , لم يضرها سابقا كويتب مأجور وصفهم يوما بالهنود المستوردين مع الجاموس ! و لا تلقي بالا لطائفي , نغل ٍ مهزوم يسميهم أولاد المتعة ! و لا تأبه بمأبون ضراط , يسقط على أحرار العراق عاهته الأخلاقية و يصمهم بالشذوذ
هل سيحرق العراقيون - الهمج البرابرة !! - سماسرة و مومسات المعسكرالأمريكي في شوارع بغداد بعد التحرير كما فعل الفرنسيون - المتحضرون جدا !! - مع سماسرة و مومسات المعسكـر النازي بعد تحرير فرنسا ؟؟ | |
|