[b]
عقيبا على مقالة ( صنع الحضارة وتسويق المفاهيم ) لكاتبها مراد اسماعيل المنشورة على صفحات بحزاني .نيت
جميل السومري
في بداية الامر شكرا للاخ مراد اسماعيل على اثارة الموضوع مجددا بالرغم من ان الاخرين تطرقوا اليه مرارا ولو باسلوب اخر , هنالك ملاحظة بسيطة اردت ان انوه عنهاحول عبارة وردت في المقالة اولا قبل ان اعلق على البقية الباقية منها, والعبارة هي"ان ننظر الى الحرب العراقية الايرانية بمنظور ( علمي )" ,حيث لا افهم مقصدك وما تنوي اليه من عبارة منظور علمي واعتقد انه كان الافضل ان تقول بنظرة موضوعية او حيادية بعيدة عن التأثيرات الذاتية بدلا من العلمية
على اية حال , ليس هذا المهم, بل الاهم من هذا ,ما تطرقت اليه جنابك حول الكيفية التي نستطيع بها توفير الحياة الكريمة لابناء مجتمعنا من مدارس ومياه وصحة ونشاطات اخرى زراعية, تجارية, استثمارية
لنعرج قليلا وبشكل مختصر جدا على موضوع القومية الايزيدية واستثارتها مرة اخرى , لا شك ان الايزيدية ( وليس الاكراد ) من اكثر الشعوب التي تقطن العراق والتي تعرضت الى الويلات والحروب والاهمال والتهميش والتحقير ولا يختلف اثنان من الايزيدية وغير الايزيدية على ما ذهبت اليه ولا داعي لذكر الادلة والبراهين والحقائق ( الموضوعية والتاريخية ) التي تثبت صحة اقوالي هذه
بعد سقوط النظام البعثي في العراق تأمل الجميع عراقا ديمقراطيا للجميع يتساوى فيها العربي السني مع العربي الشيعي والكردي مع العربي والمسلم مع المسيحي والايزيدي وبقية الاديان والقوميات والطوائف الاخرى
لكن رياح الشعب لم تات حسبما تشتهيه سفنهم فكانت النعرات الطائفية والصراعات السياسية والتدخلات الخارجية وسياسات وغايات الاحتلال ومحاولات الاخرين في فرض هيمنتهم وسطوتهم على المشهد السياسي العراقي بجميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة بما فيها القتل والترهيب والارهاب والتجويع من وسائل القمع المبتكرة في شرقنا الاوسط وعراقنا العظيم في اذلال وترويض الشعوب . .
ومن جملة الافرازات الجديدة للواقع العراقي الجديد كانت الحنين الى القومية بعد ان كانت مكبوتة ايام الحكم الصدامي فظهر المنادون بالقومية التركمانية والكلدو اشوريون والصابئية والايزيدية التي ما انفك بعضهم يسميها القومية الايزيدية بدلا من القومية الكردية على جميع الافراد الذين يتدينون بالديانة الايزيدية
كان اقليم كردستان وما زال اكثر الاقاليم والمناطق استقرارا في العراق ويتميز بنوع من الاستقلالية والرفاهية الاجتماعية والاقتصادية اكثر من باقي مناطق العراق الاخرى وتحتوي على المؤوسسات الخدمية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية ومنظمات المجتمع المدني ومن مصادر الدخل المالي المتعددة التي تؤمن الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية لابناءها حتى بات البعض يسمي السليمانية اليوم بــدبي العراق
وقال الاكراد ونادوا بالقومية الكردية منذ امد بعيدوهذا امر وحق مشروع وادعوا معها بان جميع الايزيدين هم "اكراد اصلاء" وتكرر ذلك على لسان الكثيرين من المسؤولين الكرد وعلى رأسهم سيادة رئيس الاقليم مسعود البارزاني, فانشطر الايزيديون في بادىء الامر الى شطرين واصبح فريق منهم مع والاخر ضد هذه الافكار وخاصة في منطقة سنجار التي تعد معقل الايزيدين الاول والملاذ الاخير لهم, وتأمل الفريق الاول منهم خيرا من حكومة الاقليم لتطوير المنطقة باعتبارها جزء لايتجزأ من الاقليم وانه لا كردستان بدون شنكال .ولكن ما الذي حصل بمرور الايام والسنين ونحن في السنة الثامنة ما بعد السقوط كما يستهوي البعض ان يسميه , ماذا حصل ؟
1-فتح مقرات للاحزاب الكردية الرئيسية في المنطقة , واستقطاب الجماهير وذلك بدفع الرواتب اليهم لغرض الحصول على اصواتهم في الانتخابات العامة والخاصة وما اكثرها , من اجل تمرير مصالحهم اي مصالح الاحزاب والاقليم وخير دليل على ذلك ما يحصل مع صكوك المرحلين البالغة ( 10) مليون دينار عراقي( وربما حلم البعض منهم و فكر وخطط ماذا سيفعل بعشرة ملايينه اكثر من الاف المرات قبل ان يستلم صكه) وجعلوا الصك مثل السم الزعاف تقطر الى اصحابههم تقطيرا . دعني اتسآل هنا الا تستطيع حكومة الاقليم الحصول على المبالغ التي تؤمن توزيع الصكوك الى الاناس التي احدبت ظهورهم الفقر والجهل والتخلف معا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الم تدفع حكومة الاقليم هذا المبلغ لجميع المرحلين من الاكراد
؟؟( (عفوا الساكنين في الاقليم من الكرد ) وبدون شروط العمر وعقود الزواج
2- تم تعيين قسم من الموظفين ( اغلبهم ان لم نقل جميعهم من المعلمين والمدرسين ) على حساب تربية الاقليم في المدارس التي تدرّس فيها المناهج التعليمية باللغة الكردية فقط ) وحرمت المدارس الاخرى التي يكون التدريس فيها باللغة العربية من هذا التعيين بحجة ان تربية نينوى هي المسؤولة عن توفير التدريسيين لمدارسها. احزر ماذا كانت النتيجة ؟؟؟ )
ساورد هنا وبعجلة بعض الافرازات السلبية البسيطة التي نتجت عنها
آ - تم تدريس المناهج باللغة الكردية القياسية( الفصحى ) كما يدعون في تلك المدارس والتي هي لغة غريبة بعض الشيءعن مناطق سنجار بشكل كامل وعن المناطق الاخرى التي يقطنها الايزيدية بشكل جزئي ؟ لان لغة شنكال هي الكرمانجية الشمالية التي يتكلم بها جميع اكراد تركيا وارمينيا واذربيجان وسوريا واكراد دول اخرى من الاتحاد السوفيتي سابقا ؟ فلماذا لم يعط القائمون على السلك التربوي في الاقليم الخصوصية لهذه اللغة( اقول اللغة وليس اللهجة) لان معظم الكرد يتكلمون هذه اللهجة واللهجة الغالبة هي اللغة والاقلية هي اللهجة
ب - زيادة عدد المعلمين في المدارس التي تعلّم باللغة الكردية وتناقص عدد التلاميذ فبها لشعور اهالي المنطقة بغرابة اللغة اولا وقلة الجدوى العلمية منها باعتبارها تقبع في نهاية سلم تقييم اللغات العالمية مقارنة باللغة العربية ثانيا وان هذه التخمة (عدد المعلمين في المدارس الكردية مقارنة بعدد التلاميذ) ادت في الوقت نفسه الى شحة المعلمين والمدرسين في المدارس التابعة الى تربية نينوى( لعدم وجود المزيد من الخريجين في المنطقة لتععين اغلبهم على ملاك تربية دهوك اولا وتقاعس وزارة التربية في توفير الملاك الكامل من المعلمين للمدارس بحجة قلة التخصيصات المالية من وزارة المالية ثانيا ) مما ادى بالفعل الى الاستعانة بالمحاضرين وان العديد منهم ان لم نقل معظمهم قليلي الخبرة وبعيدين عن حقل التدريس وليس لهم اي المام يذكر بوسائل وطرق التدريس وعلم النفس التربوي وعلم نفس الطفل واغلبهم تخرج العام الفائت من الثانوية وهو اليوم يدّرس الطلبة الذين سيشاركون في الامتحانات الثانوية العامة . بالمناسبة فان تربية سنجار فرع دهوك لا تسمح لموظفبها ( المعلمين والمدرسين ) بالتحاضر في المدارس التي تدرس المواد فبها بالعربي .
3- ما هي المشاريع الخدمية التي نفذتها حكومة الاقليم في منطقة سنجار ؟ في الحقيقة تكاد لاتذكر اذا استثنينا منها بعض المشاريع البسيطة جدا التي لا ترتقي الى مستوى مشروع ولا يمكن تصنيفها في خانة المشاريع ,في الوقت الذي لاتتوقف عجلة الاعمار والتنمية في جميع مناطق الاقليم بدون استثناء وفيها من المشاريع العملاقة التي تضاهي مثيلاتها في الدول المجاورة وتكلف الاقليم مليارات الدولارات . قد يقول اخي مراد وغيره من الاخوة القراء الافاضل بان الكرد بانتظار تطبيق المادة 140 والحاق سنجار بمناطق الاقليم رسميا عندها ستقوم حكومة الاقليم بتنفيذ المشاريع وصرف المبالغ على المناطق التابعة لها وانها تخشى ان تنفق حصة مناطق الاقليم الان على الاجزاء التي لاتعتبر رسميا تابعة للاقليم وبعدها قد تصبح هذه المناطق تابعة اداريا ورسميا الى الحكومة المركزية , ان هذا الكلام غير مقبول على الاطلاق ويقتنع به السذج فقط , فاذا كان الكرد في حكومة الاقليم يعتبرون الايزيدية اكرادا اقحاح ( كوردى ره سه ن ) و بمجرد الاقرار بذلك, فان اي محاولة لتطوير المنطقة تنمويا واقتصاديا وانشائيا تبرر افعالهم اوتوماتيكيا . ما الضير ان ترفع حكومة الاقليم من مستوى الخدمات في بعض المناطق التي يقطنها الاكراد ( سنجار ) بغض النظر فيما اذا كانت المنطقة تابعة اداريا للاقليم ام للحكومة المركزية ؟
الم يكن كافيا صرف مبالغ واحدة فقط من المشاريع التي تنفذ الان على ارض الاقليم في جميع المناطق التي يقطنها الايزيدية الم يكن ذلك كافيا لانعاش المنطقة من جميع النواحي ؟
اليست الدول والاقاليم تنفق وارداتها على المناطق الاكثر فقرا وتضررا من بين مواقعها ؟ اليست الاولويات تكون للاكراد المنهكين الذين يئنون تحت وطأة المرض والتخلف والجهل؟
انني على يقين اخي الكريم مراد بان كلا الطرفين المركزي والاقليمي لا تولي المنطقة الاهتمام المطلوب مقارنة بالمناطق الاخرى من العراق التي يسود فيها الامن, وتطرقت في مقالات سابقة واكدت مرارا بان علينا نحن الايزيديين الاعتماد على انفسنا اولا واخيرا من اجل تشغيل عجلة التطور والانطلاق بها نحو اللحاق بركاب الامم الاخرى وليس دفعها, ونحن اهل لذلك بالرغم من شحة الموارد والامكانات المادية ,فاذا توفرت المقومات البشرية والمناخ الملائم من ثقافة ونكران الذات والشعور بالانتماء الى هذا المكون الجميل الذي يتجذر في عمق التاريخ الميزابوتابي فانه سيصنع المعجزات .
مع تحيات اخيكم جميل السومري[center]