حقوق المرأة واليوم العالمي للاحتفال بعيدها
لينا هرمز
[font=Arial]يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار من كل عام، وتعود فكرة تخصيص يوم عالمي للمرأة إلى عام 1909، عندما خصص الحزب الاشتراكي الأمريكي في 28/شباط/1909 مناسبة لتكريم المشاركات في إضراب عمال مصانع الألبسة في نيويورك عام 1908 عندما احتجت النساء على ظروف العمل المتدنية وكذلك الأجور المنخفضة، بينما البعض الآخر يرجح فكرة الاحتفال بعيد المرأة على اثر أول مؤتمر عقد للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945، وفي الثامن من آذار من كل عام تحتفل العديد من الدول الأوربية والعربية بهذا العيد كونه عيدا سنويا تقليديا يقام كل سنة..ويحتفل فيه بالانجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي بادرت بها النساء وقدمتها للمجتمع والبلد....
وفي العراق جاء الاحتفال بعيد المرأة العالمي هذا العام بتزامن مع الانتخابات البرلمانية العراقية 7/3/2010 ،هذا اليوم الذي يجب ان يكون دافعا قويا للنساء من اجل اختيار الكفؤات والمهتمين بقضايا وشؤون المرأة. وترشيح من يستحق من النساء المرشحات لتمثيلهم. هذا الاحتفال بعيدها في 8/ آذار/2010 المميز والذي يفسح لنا المجال في مثل هذا اليوم من كل عام ان نشيد بتحية واعتزاز لنراجع ما تقدمه المرأة والتي تمثل نصف المجتمع، من تقدم وتطور سواء كان للمجتمع والبلد، وفي نفس الوقت الحقوق التي حصلت عليها أو التي سلبت منها، كون المرأة مثلما ذكرنا تمثل شريحة مهمة وأساسية، على الرغم من كون هذه المناسبة فقدت في بعض الدول وتحولت إلى أشبه ما يكون بمناسبة اجتماعية، أو البعض الآخر لا يحتفل بها...
المرأة العراقية والانتخابات
شاركت المرأة العراقية في الانتخابات البرلمانية سواء كان من خلال الترشيح أو في التصويت حيث شاركت 1800 مرشحة في الانتخابات من بين 6300 مرشح يتنافسن على مقاعد البرلمان المنتخب يوم السابع من آذار الجاري، من خلال 81 مقعدا أي ربع عدد المقاعد البرلمانية (25%)، والتي خصصها قانون الانتخاب العراقي والدستور للمرأة .. وقد حظيت المرأة العراقية بأهمية بالغة في تاريخ العراق من حيث تقرير المصير ورسم خارطة البلاد السياسية، من خلال تمثيلها في البرلمان والتي سيكون لها صوتا مسموعا ورأي ثابت ومشاركة فعالة ودور مركزي في تحديد هوية العراق الجديد وبناء بلد مشرق في ظل البرلمان الجديد المنتخب، وعلى الرغم من كون هذه النسبة لا تتناسب مع حجم ودور الذي تشكله المرأة وتأثيرها على تطور المجتمع العراقي، ولكن هذا النظام الذي اتبع وتحديدا بتشكيل هذه النسبة للمرأة وتمثيلها وترشيح الكثير من الكفاءات واعتماد القائمة المفتوحة في الانتخابات تعد نقطة مهمة لصالح المرأة ووجود من يدافع عن حقوقها مستقبلا...
المرأة وصنع القرار
ان نظام الكوتا في الانتخابات العراقية وما ضمنه من مشاركة المرأة في الحياة السياسية هي مثلما ذكرنا عامل مهم في تحقيق الذات للمرأة ولكنه غير كاف ما لم يتم تحقيق مبدأ المساواة على مستوى التشريعات والأعراف والتقاليد التي تبرز لحد ألان على الرغم من كوننا في عام 2010 العنف ضد المرأة، وكذلك على مستوى حقها المشروع في التعليم والعمل وفي الحياة التي يجب ان تنعم بها.. حيث المرأة العراقية بعد عام 2003 حاولت جاهدة بكل السبل في سبيل التخلص من الظلم والمعاناة وتهميش الحقوق والحريات ولكن لم تصل لحد الان إلى المستوى والدور المطلوب والذي يجب ان تحظى به والواجب ان تفعله، ولكن بعد التغيرات التي حصلت حاولت ان تكون في المستوى الذي يتناسب مع الدور الذي يجب ان تحظى به..
وكما نعلم العادات والتقاليد الموجودة في بعض المجتمعات ما زالت تسيطر على حرية المرأة وتقيدها من كافة الجوانب، على الرغم من كثرة القوانين الصادرة لصالح المرأة، كون ان لم تكن هنالك قواعد لتطبيقها فهي عديمة الجدوى والفائدة، ويستطيع الرجل ان يستغل حقوقها ما لم يدرك كيفية التصرف الصحيحة.. كون الوعي بحرية المرأة واستقلاليتها مازال متدنيا أو في علم الغيب، وأغلبية النساء وخاصة في الدول النامية لا تدرك حجم حقوقها أو ربما العكس لا تستطيع المطالبة بها والسبب في ذلك كونها لم تحصل على استقلاليتها أو ربما خوفا من العادات والتقاليد التي تقيدها وتبقيها في مكانها، أو بسبب السيطرة المتعسفة للرجل عليها والذي بتصرفه هذا يتحكم بكل مفاصل وأركان المجتمع والذي نقصد به المرأة!!!
فأي رجل يجب ان يصل في قرارة نفسه إلى قناعة تامة بان هذا المخلوق لها حقوق وكذلك واجبات يجب الأخذ بها وان تعطى لها كاملة، وليس محاصرتها وتقييدها بعادات وتقاليد بالية لا جدوى منها سوى هدم المجتمعات وكذلك تأخر تطور البلد، فقول ان المرأة مخلوق ضعيف وأنها ناقصة عقل هذه مبالغ فيها كثيرا!! فهل يعقل ان يكون رجل متعلم ومثقف وذو حكمة ومتطلع إلى الحياة بمداها البعيد ان يقول هكذا بحق المرأة؟؟ بالطبع لاء،،، هذه الأفكار يجب ان تمضي مع التطور والتقدم في الفكر والثقافة باتجاه صيانة هذه الأرض المعطاة والتي نسميها بطن العالم، أي ان العالم كله ولا زال يخرج من رحمها! فكيف لا نسجد امام هذا البستان الذي لا ينضب؟ أذن تكون حقوقها ثابتة بدون ان تناضل! فكيف ان ناضلت اليوم من اجل حقوقها؟ أليس هذا كاف لنكون قاعدة وسندا لها لكي تنعم بالحياة الحرة الكريمة بدلا من التقليل من مكانتها وإبقائها على الخطوط الأولية كما كانت في العصور القديمة.. وبذلك هذا يؤثر على الأجيال القادمة وعلى التربية التي يتلقاها أبناءهم من بعدها كون الذي تعلمته ستعلمه لأبنائها وتلقنه لهم!! والذي هو ترسبات سنين طويلة، بذلك ماذا نكون قد استفدنا غير ثقافة متأخرة وتأخر اجتماعي وحضاري واقتصادي للبلد ....
وأخيرا نقول
المرأة هي عطر وبلسم الحياة، وهي الأم والأخت والبنت والزوجة والحبيبة والزميلة، ويكفيها فخرا أنها من تهب الحب والحياة والسعادة البشرية دون تمييز، فلولا المرأة ووجودها ما كان الحب والسعادة موجودين، ولولا الطيور ما كانت الأعشاش موجودة.. اذن المرأة اليوم يجب ان تحظى بالاحترام والتقدير الذي تستحقه وان تأخذ دورها في صنع القرار للدفاع والحفاظ على مكتسباتها وقضاياها بقوة.. وتاريخ المرأة العراقية ملئ بالتضحيات وما تزال من اجل حياة أفضل لها ولأبنائها وللمجتمع للوصول إلى المستوى الذي يجب ان يليق بها أسوة ببقية المجتمعات المتحضرة والذي فيه تحظى المرأة بحقوقها... ويجب توحيد الجهود والكفاءات بما يتناسب وخدمة المرأة والأسرة والمجتمع والبلد برمته. ونقول لها جميعنا في عيدها كل عام وهي بخير ونتمنى ان تكون في مستوى أفضل وأحسن بما يليق بها وبلدها وان تنتصر على واقعها مهما كان مريراً وهذا العيد الذي يحتفل به كل عام ما هو إلا أحياء لذكرى نضال المرأة قديما من اجل حقوقها من خلال موقف واحد وصوت واحد وكلمة واحدة ...
كل عام وأنتِ بخير يا بستان العالم