المالكي...الرجل الوطني القوي او المتسلط؟
الأربعاء 03 كانون الأول 2008 06:24 GMT
كان رئيس الوزراء نوري المالكي قبل عام مضى يُنتقد بوصفه ضعيفا ويتسم بنزعة طائفية لكن اتفاق سحب القوات الأمريكية مكنه من الظهور بمظهر الرجل الوطني القوي فيما يتهمه منتقدوه الآن بالتسلط.
في البداية وصفه معارضوه بالدمية, تارة بيد القوات الاميركية, واخرى بيد إيران, وتسربت في العام الفين وسبعة انباء من بغداد وواشنطن عن اتجاه الى استبداله. لكن إقرار البرلمان لاتفاقية سحب القوات في غضون ثلاثة أعوام, يُظهر مدى التغير الذي طرأ على الأوضاع. اذ استخدم المالكي بنجاح الوجود العسكري الأمريكي لتعزيز قاعدة قوته ثم فاوض على انسحاب اميركي بشروطه. ريدار فيسر خبير الشؤون العراقية قال ان الاتفاقية تتوج جهود المالكي لتقليل تدريجي لحجم القوات الاميركية والتركيز على تدريب قوات الأمن العراقية.
ومع خوض المالكي على مدى سنة مفاوضات عصيبة مع واشنطن لاقناعها بجدولة انسحابها شن المالكي بمساعدة الجيش الأمريكي ,حملة أمنية ضد تنظيم القاعدة وايضا ضد ميليشيا جيش المهدي ما دفع العرب السنة الى الالتفاف حوله ومكنه من نفي تهمة الطائفية عن نفسه , حتى ان الشيخ احمد ابو ريشة الذي ساعدت الصحوات التابعة له في طرد عناصر القاعدة من غرب العراق كان لا يثق حتى وقت قريب بالمالكي لكنه يقول عنه الآن انه رجل وطني . وأضاف فيسر أن المالكي عدل الاتفاقية من موقع قوة ويرغب في حكومة مركزية قوية من أجل وحدة العراق.
وتُظهر المفاوضات المنهكة التي خاضها مع الفصائل المعارضة لتمرير الاتفاقية كيف استطاع التعامل مع المعارضة من خلال التوفيق بينها وليس سحقها. بيد ان مصاعب جمة ما زالت تنتظره. اذ يشكو البعض من أن قانونا للعفو عن السجناء لم يطبق بعد. كما تهدد النزاعات المتأججة مع الأكراد حول النفط والأراضي بالتحول الى أعمال عنف. وتوقع فيسر ان تزداد ثقة المالكي بقوته تجاه الاكراد الذين لن يصبح بحاجة لهم لتأمين هيمنته وقد يتوقف الكثير على أداء الأحزاب الأعضاء بالتحالف الحاكم في انتخابات المحافظات التي ستجري في كانون الثاني والتي ستكون اختباراً رئيسياً للدعم الشعبي الذي يتمتع به قبل الانتخابات العامة المقبلة.
في خبر آخر, في دمشق، تظاهر نحو الفي عراقي في منطقة السيدة زينب ضد اتفاقية سحب القوات الاميركية من العراق ،وهتفت مجموعات من المتظاهرين بشعارات مناهضة للاتفاقية. وانتقدت صحيفة تشرين السورية الاتفاقية التي قالت انها تهدف الى تشريع الاحتلال الاميركي للعراق حسب تعبيرها